الحكم في إتهام ساويرس بالإساءة إلى الإسلام يوم 3 مارس

قررت محكمة مصرية تأجيل النظر في قضية إتهام رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس بالإساءة إلى الدين الإسلامي إلى جلسة 3 مارس/ آذار المقبل، على خلفية نشره رسومات كاريكاتورية لشخصيتي ميكي وميني ماوس على صفحته في موقع توتير.

ونظرت اليوم السبت 11 فبراير/ شباط الجاري القضية، التي أقامتها ضد ساويرس مجموعة من المحامين المسلمين، على رأسهم المحامي والنائب في مجلس الشعب ممدوح إسماعيل، صاحب واقعة رفع الآذان في البرلمان الشهيرة، متهمين رجل الأعمال بالإساءة إلى الدين الإسلامي، من خلال نشر رسومات لشخصيتي ميكي ماوس وميني ماوس بلحية ونقاب في صفحته على موقع توتير للتواصل الإجتماعي خلال شهر حزيران/يونيو الماضي.

ووقعت مشادات كلامية بين المحامين المدّعين، ومحامي الدفاع عن ساويرس، وأدت تلك المشادات إلى رفع الجلسة من قبل القاضي، للسيطرة على الموقف. بدأت المشادات عندما وصف المحامون ساويرس بـ”المجرم والهمجي الذي يعيث في الأرض فساداً”، وأنه أساء إلى الإسلام، ودأب على الإساءة إليه و”سبّ الدين في برنامج تليفزيوني على الهواء مباشرة”، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة عليه.

وأضاف المحامون في مرافعتهم أن ساويرس اعترف بارتكاب واقعة الإساءة إلى الإسلام من خلال الإعتذار عنها نحو ست مرات في برامج عدة. وقالوا إن القصد الجنائي من وراء القضية متوافر لدى ساويرس من الإعتراف والإعتذار. وأستندوا إلى قضية الحكم ضد الممثل عادل إمام في قضية مماثلة، حيث صدر حكم بسجنه لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، وطالبوا بتوقيع عقوبة أقسى على ساويرس.

وأنبرى محامو ساويرس للدفاع عنه، وقالوا إنه رجل أعمال شريف، لم يهرب إلى خارج البلاد، وأصرّ على الإستثمار فيها، مشيرين إلى أن الهدف من إقامة الدعوى هو “الشو” الإعلامي، وطالبوا ببراءة ساويرس إستناداً إلى أن الدعوى مرفوعة من غير ذي صفة، وأن الدعوى تستلزم أن يكون قد وقع على المحامين الذين رفعوا ضرراً مباشراً.

وقال المستشار نجيب جبرائيل محامي ساويرس لـ”إيلاف” إن نجيب ساويرس تعرّض خلال هذه الجلسة للتجريح كما حدث في الجلسة الماضية، معتبراً أن الهدف من إقامة الدعوى سياسي، وليس جنائياً، لاسيما أن ساويرس قدم الإعتذار نحو ست مرات علنياً عبر البرامج التليفزيونية.
وتوقع جبرائيل حصول ساويرس على البراءة بناء على الإقرار بعدم وجود قصد جنائي، مشيراً إلى أن الإعتذار ينفي عن ساويرس القصد الجنائي، ولفت إلى أن فريق الدفاع عن ساويرس قدم حافظة مستندات، تتضمن العديد من الفيديوهات، التي يؤكد فيها ساويرس إحترامه للدين الإسلامي، ومنها تفويضه لشيخ الأزهر بالدفاع عن حقوق الأقباط وتقبيله يد شيخ الأزهر أيضاً، إضافة إلى وثائق تثبت أن نحو 95% من العاملين في شركاته من المسلمين.

وكان نجيب ساويرس نشر رسومًا كاريكاتورية على صفحته على موقع تويتر الإجتماعي، يظهر فيها شخصيتي ميكي ماوس بلحية كثيفة وطويلة، ويضع على رأسه الشال الخليجي، فيما ترتدي شخصية ميني ماوس نقاباً. الأمر الذي اعتبره الإسلاميون المتشددون في مصر الرسوم إستهزاءً بالإسلام، وشنّوا حملات إعلامية ضده، وانطلقت حملات لمقاطعة شركاته، لا سيما شركة موبينيل لخدمات الهاتف النقال، وتسببت الحملة بخسارته نحو 50 مليون جنيه، خلال النصف الثاني من العام 2011.

ورغم تقديم ساويرس الإعتذار ست مرات على الهواء مباشرة في ستة برامج تلفزيونية مختلفة، إلا أن الإسلاميين المتشددين رفضوا إعتذاراته، وأقاموا دعوى قضائية ضده، أجّل القاضي الحكم فيها إلى جلسة 3 مارس/ آذار المقبل.

المصدر : إيلاف